أخر الاخبار

الدوري الاسباني

الرياضة المغربية

الثلاثاء، 17 مارس 2015

شغب الملاعب.. أحزان ومآسي وأمهات تقاسي.. أين الحلول؟

1 (1)
من إعداد: ياسين البردوني
 إن الشغب هو شكل من أشكال الاضطرابات المدنية التي تتسم بها الجماعات غير المنظمة المنتقدة للسلطة في سلسلة متلاحقة ومفاجئة ومكثفة بعنف ضد الأشخاص أو الممتلكات، وغالبا ما تحدث أعمال الشغب كرد فعل على الضيم.
وعلى مدى التاريخ، تحدث أعمال الشغب نتيجة لضعف العمل أو ظروف المعيشة، وبسبب قمع الحكومة، وفرضها الضرائب أو التجنيد، أو نتيجة لصراعات بين الأعراق والأديان ونتيجة الحاجات للإمدادات الغذائية، أو كنتيجة للإحباط، أو نتيجة لحدث رياضي الذي هو موضوع حديثنا اليوم، حيث أصبحت ظاهرة العنف والشغب واسعة الانتشار في الملاعب الرياضية، وهذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الرياضة التنافسية، ولا تقتصر فقط على الملاعب المغربية أو العربية، بل تشمل جميع الملاعب العالمية، وإن لم نقل أن مهد الظاهرة انطلق من هاته الأخيرة، بحيث هنا يجرني الحديث عن كارثة ملعب “هيسل” التي حدثت يوم 29 ماي 1985، عندما انهار جدار تحت ضغط الجمهور الهارب من مدرجات ملعب “هيسل” بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، نتيجة لأعمال الشغب التي عرفتها مباراة نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة سنة 1985 بين ليفربول الانجليزي ويوفنتوس الإيطالي، بعد أن قامت مجموعة كبيرة من مشجعي ليفربول بكسر السياج الفاصل بينهم وبين جماهير منافسهم يوفنتوس، وقد خلفت الحادثة مقتل 39 شخصا من مشجعي اليوفي وإصابة حوالي 600 آخرين.
ما وقع بملعب “هيستل” ليس هو الأول من نوعه الذي تشهده الملاعب الرياضية الأوروبية، ولا هو بالأخير، بل أعقبته العديد من الأحداث اللارياضية، ومن هاته الملاعب، تسللت أحداث الشغب إلى الملاعب العربية والمغربية، لتصبح النقطة السوداء التي أضحت تهدد عرش كرة القدم العربية والإفريقية.
وفي البلدان العربية، كانت جمهورية مصر الأكثر دولا تأثرا بشغب الملاعب، حيث أوقف الشغب سنة 1971 مباراة الأهلي ضد الزمالك في الدوري المصري، بعد إعلان الحكم عن ركلة جزاء لصالح الزمالك، لتندلع أحداث الشغب، كما تم توقيف مباراة مصر والجزائر في التصفيات الإفريقية المؤهلة لدورة لوس أنجلس الأولمبية سنة 1984، وفي سنة 1993 تم توقيف مباراة منتخب مصر ضد زيمبابوي في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم، فضلا عن الأحداث التي شاهدتها مباراة مصر ضد الجزائر في إقصائيات كأس العالم سنة 2009، علاوة عن مباراة في دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي والترجي سنة 2010، وغيرها من الأحداث المشابهة، لكن يبقى أهمها ما وقع مؤخرا في ملعبي بور سعيد والقوة الجوية.
المغرب بدوره عرف أحداث شغب كثيرة بمدرجات الملاعب الوطنية، لم تصل إلى حد توقيف المباريات أو توقيف الدوري المغربي كما حدث بمصر في أكثر من مناسبة، لكنها تزداد حدة وخطورة يوما بعد يوم، وتدق ناقوس الخطر، ما دفع المسؤولين إلى إصدار قانون 09-09 المتعلق بالعنف المرتكب في المباريات والتظاهرات الرياضية أو بمناسبتها، قصد الحد من هاته الظاهرة، لكن لا شيء حصل من ذلك، وظلت دار لقمان على حالها، مما طرح مجموعة من التساؤلات حول الحلول الممكنة لاستئصال هذا الداء.
إن الحد من شغب الملاعب ومن العنف المرتبط بالرياضة يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمعات بصفة إجمالية، لأنه يساهم أيضا في الوقاية والحد من السلوكيات العدائية المشينة على مختلف المستويات، وللوقوف على هاته الظاهرة، والبحث عن الحلول الناجعة للحد منها، تستدعي اعتماد مقاربة شمولية للتعامل مع هذه الإشكالية وإشراك جميع المعنيين بالأمر من مؤسسات عمومية وأندية رياضية وجمعيات المجتمع المدني والإعلام، مع التركيز على المحيط المباشر والعام للمشجعين الرياضيين، ولتحقيق هذا الهدف، وإيجاد الحلول لهاته الظاهرة نظمت جمعية زيد فايز للأعمال الاجتماعية ومكافحة شغب الملاعب والشارع العام، يوم الأربعاء 4 مارس الجاري بمدينة تطوان، اليوم الوطني الثاني ذو صبغة دولية لمكافحة الشغب بالملاعب الرياضية والشارع العام تحت شعار “شغب الملاعب الواقع والحلول”، بمشاركة العديد من الفعاليات الرياضية والجمعوية والسياسية والمدنية والأمنية، وبحضور وازن للقنوات المغربية والعربية التي غطت الحدث، الذي حضره باشا المدينة ورئيس الشرطة القضائية لولاية أمن تطوان ورئيس المنطقة الأمنية، إضافة إلى عميد المنتخب التونسي سابقا رياض البوعزيزي، وصاحب الكرة الذهبية محمد التيمومي ولاعب الجيش الملكي سابقا عبد الواحد الشمامي، ورئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم بالإضافة الي ممثلين من الاتحاد المغربي لكرة القدم وممثلين عن ولاية تطوان، ممثلوا مجموعة من الإلتراس المغربية وبعض أمهات ضحايا الشغب بجمهورية مصر العربية.
ومن أجل معرفة الهدف من تنظيم هذا اللقاء وسبل الحد من هاته الظاهرة التي تعتبر دخيلة على المجتمع المغربي والعربي عامة، استقت جريدة “تمودة تطوان” مجموعة من التصريحات، لمعرفة آراء لاعبين ومهتمين ومتتبعين للمجال الرياضي حول هاته الظاهرة.
أمينة طحيشة رئيسة جمعية زيد فايز: الشغب هو العدو الذي أخذ مني ابني
أمينة طحيشة
قالت رئيس جمعية زيد فايز للأعمال الاجتماعية أمينة طحيشة “إن الشغب هو عدوي اللذوذ الذي أخد مني ابني زيد فايز، لذلك أنا اليوم خرجت لأهاجمه وأحاربه بهدف القضاء عليه من الملاعب الرياضية ببلادنا، وذلك بتنظيم ملتقيات وندوات وطنية ودولية، الهدف منها زرع الحب والود والأخوة في نفوس الجماهير المغربية وتحسيسها بخطورة هذا العمل الخبيث، ودعوتها إلى التحلي بالروح الرياضية والابتعاد عن افتعال الشغب، وخير ذليل على ذلك، هو تنظيم هذا الملتقى الوطني ذو الصبغة الدولية، للخروج بحلول لا يمكن القول عنها رادعة وستقضي على ظاهرة الشغب نهائيا، وإنما حلول على الأقل تحد من هاته الظاهرة”.
وأوضحت رئيسة جمعية فايز، أن نجاح اليوم الوطني الأول لمكافحة الشغب بالملاعب الرياضية والشارع العام الذي تم تنظيمه السنة الماضية، جعلها تحوله إلى ملتقى ذو صبغة دولية، حتى يسمع صوت الأمهات اللواتي انكوت بفقدان فلذة كبدهم في أحداث الشغب بالملاعب الرياضية بمختلف أنحاء العالم، والاستفادة من تجاربهم واقتراحاتهم من أجل جعل الرياضة مساهمة في تحسين التماسك والترابط الاجتماعي، بدل إشاعة مظاهر العنف والعدائية المجانية.
رياض البوعزيزي نجم الكرة التونسية: إذا كانت الرياضة وسيلة للاقتتال علينا القضاء عليها أو على الشغب
 رياض البوعزيزي
قال العميد السابق للمنتخب التونسي رياض البوعزيزي في تصريح لجريدة “تمودة تطوان” بمناسبة مشاركته في الندوة الوطنية لمكافحة الشغب بالملاعب الرياضية والشارع العام، المنظمة من طرف جمعية زيد فايز للأعمال الاجتماعية بمدينة تطوان، “إن كانت الرياضة وسيلة للاقتتال واشتعال الفتنة، فعلينا إما القضاء على الرياضة أو على الشغب، لأنه لا يمكن الاستمرار في ممارسة الرياضة إن كانت تحصد عشرات القتلى أسبوعيا بسبب ما تشهدها المدرجات من اقتتال بين الجماهير”، مستشهدا في تصريحه، بما حدث بجمهورية مصر العربية مؤخرا، مشيرا بأنها ليست المرة الأولى التي تزهق فيها أرواح الأبرياء بالملاعب المصرية، فبعد فاجعة ملعب بور سعيد التي راح ضحيتاها أزيد من 70 مشجعا من أنصار الأهلي المصري، وتوقف الدور على إثرها لمدة طويلة، عاد الشغب إلى الملاعب مباشرة بعد استئناف الدوري، ليسقط 22 ضحية في فاجعة ملعب القوة الجوية الذي احتضن مباراة الزمالك ضد انبي.
وأوضح البوعزيزي، أن ظاهرة الشغب لا تقتصر فقط على الملاعب العربية فقط، بل هي ظاهرة عالمية، وتشهدها حتى البلدان والدوريات الكبير على الصعيد العالمي، إلا أنها تتفاوت في حدتها من مكان لأخر، وتختلف أسبابها ما بين التعصب وحب القميص، وتفريغ المكبوتات، والظروف الاجتماعية والتعاطي للمخدرات، وخدمة مصالح معينة في ظل وجود حسابات ضيقة بين بعض المسؤولين.
وطالب العميد التونسي، الكل للاتحاد والعمل كيد واحدة للقضاء على هاته الظاهرة التي اعتبرها دخيلة على المجتمعات العربية، لأن الدين الإسلامي يدعو إلى التسامح ونبذ العنف
هذا، وأشاد العميد التونسي الذي حمل الكأس الإفريقية سنة 2004 بملعب رادس بعد فوز المنتخب التونسي على نظيره المغربي في المباراة النهائية بهدفين لواحد،  بهذه البادرة التي اعتبرها بالطيبة، خاصة وأنها تأتي بمبادرة من مواطنة، في الوقت الذي يجب أن تأتي في نظره من طرف المسؤولين عن الرياضة، متمنيا في ذات الوقت أن تحظى مثل هاته المبادرات بالكثير من الاهتمام والعناية، وتكون مثالا يحتدا به في بلدان كتونس ومصر وجل البلدان العربية.
عبد الواحد الشمامي لاعب الجيش الملكي والمنتخب المغربي سابقا: على الالتراس العمل على تأطير الجمهور وتفادي الدخول في صراعات تافهة تأثر على سمعة الكرة الوطنية
عبد الواحد الشمامي
 دعا عبد الواحد الشمامي اللاعب السابق في صفوف فريق الجيش الملكي والمنتخب المغربي في تصريحه لجريدة “تمودة تطوان” بمناسبة مشاركته في الندوة الوطنية حول “مكافحة الشغب بالملاعب الرياضية والشارع العام” التي أقيمت بحر الأسبوع الماضي بأحد فنادق مدينة تطوان، “الالتراس” المساندة للفريق المغربية، إلى العمل بشكل جيد على تأطير الجماهير الرياضية التي تحل أسبوعيا لمتابعة مباريات فرقها، قصد تفادي حدوث أعمال الشغب بالملاعب الوطنية، والمساهمة في تحسن سمعة المنتوج الكروي المغربي، متمنيا أن تعمل كل الالتراس المغربية كيد واحدة، لتفادي الدخول في صراعات تافهة قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
وأضاف الشمامي، أنه من حق أي جمهور أن يحب فريقه وأن يتمنى له الخير، لكن ليس من حقه أن يستفز جمهور فريق الخصم، والدخول في مشدات كلامية أو القيام بأعمال الشغب، لأن المتضرر الأكبر هي كرة القدم الوطنية، والاقتصاد الوطني، خاصة لما ينتقل الشغب إلى خارج الملاعب الوطنية كما حدث في مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي بالبطولة الاحترافية فيما سمي بالخميس الأسود، حين استباحت الجماهير كل شيء بشوارع البيضاء.
وأوضح عبد الواحد الشمامي، أن القلة هي التي تفتعل الشغب، لذلك لا يمكن أن ننصُب هذا الفعل لكل الجماهير المغربية الشغوفة بكرة القدم، مشيرا أن الجماهير هي من تأتت الملاعب الرياضية، وتعطيها رونقا وجمالية، وتُحمس اللاعبين على العطاء أكثر.
وأشار الشمامي، إلى ضرورة القيام بتأطير الجماهير وتوعيتها وتحسيسها بخطورة الشغب، عوض اللجوء إلى قوانين زجرية.
أنس الحسيسن حكم سابق في كرة السلة وأحد المتخصصين في الشأن الرياضي: مثل هاته اللقاءات تساهم في إيجاد بعض الحلول للقضاء على داء الشغب بالملاعب الرياضية

Click this bar to view the full image.
أنس الحسيسن
موضوع الندوة، هام جدا بحكم أنه يهم الجميع، لأن نتائج الشغب، لا تستثني أحدا من المجتمع،  وكلما أخذت الجمعيات دورها سواء الرياضية، أو غيرها في إثارة هذا الموضوع، كلما أعتقد أننا سنجد حلولا بعد أن نقف على أصل الداء،  خاصة وأن ما يعوز بعض الجمعيات، ضعف الإمكانات التمويلية، التي تقف في وجهها من أجل تنظيم مثل هذه الندوات المفيدة.
نحن في جريدة “تمودة تطوان” ومنذ سنوات، لا ندخر أي جهد في التعرض لهذه الظاهرة الدخيلة على قيم المجتمع المغربي، ونعمل كذلك على إبداء الرأي ببعض الملاحظات لإيقاف هذا النزيف.
وكنت أتمنى أن يكون الحضور مكثفا لرجال الإعلام في هذا اليوم، الذين يمثلون المنابر الوطنية والجهوية بالمدينة المحتضنة، كما كنت أنتظر أن أرى عددا من الجمعيات الرياضية حتى تلك التي لا تعرف أحداثا من الشغب وتساهم بتدخلاتها وآرائها في إغناء هذا اليوم.
جريدة تمودة تطوان الإلكترونية









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

سلايدر شو

تابعنا على الفيسبوك

.

تسمية 6

تسمية 3

بالصوت والصورة

جميع الحقوق محفوظة © 2015